كيف تختار وتنتخب رئيساً لبلدك
نقاط أساسية مُشتركة لابد أن يشملها برنامج كل مرشح للرئاسة
يحاول كل مرشح أن يحظى بقبول كافة الأطياف السياسية والاجتماعية والعُمرية من حوله، ولذا فمن المنطقي أن يشتمل برنامجه الانتخابي على تصور لحلول قضايا واهتمامات تهم كل فرد من أفراد المجتمع الذي يطرح نفسه عليه لقيادته نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
ولكن تبقى هناك النقاط المشتركة والأساسية التي لا يستطيع أي مرشح أن يغفلها أو يستثنيها من برنامجه الانتخابي مثل النهوض بمستوى معيشة الفرد، والتنمية الاقتصادية والعمرانية والصناعية، وسبل زيادة معدلات النمو والإنتاج، وتوفير الرعاية الصحية لأكبر قدر ممكن من قطاعات المجتمع، وإيجاد حلول لمشاكل البطالة، وبسط الأمن في ربوع البلاد.
ومع ذلك يظل لكل مرشح تصوره الخاص به وبرنامجه المتميز والذي يتأثر حتماً بالظروف المجتمعية التي تعيشها البلد في وقت الاقتراع مثل ما حدث بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر في الولايات المتحدة من هجمات إرهابية، مما فرض على مرشحي الرئاسة آنذاك إضافة بند محاربة الإرهاب، وأولوية المحافظة على الأمن القومي الأمريكي داخلياً وخارجياً إلى عناصر البرنامج الانتخابي.
مثال آخر وهو المستجدات التي طرأت على الساحة العربية من ثورات واعتصامات، مما كان له الأثر الواضح على توجهات المرشحين المحتملين حيث أدى بهم ذلك إلى تناول موضوعات جديدة في برامجهم الانتخابية مثل أولويات تعديل الدستور، وإعادة هيكلة الأجور، والتوزيع العادل للدخل القومي، وإعادة النظر في السياسات الاستثمارية والتصديرية، وإلغاء بعض الامتيازات التي منحت لأشخاص بعينهم على حساب المصلحة العامة، واسترداد الأموال المنهوبة والمهربة بواسطة فلول الأنظمة السابقة كما يحدث الآن في مصر وتونس على سبيل المثال.
من ذلك يتضح أن البرنامج الانتخابي للمرشح يعكس وبشكل واضح وجليّ التوجه المستقبلي والأداء الوظيفي لهذا المرشح، ومن ثم فإنه يُسهل الحكم عليه وأخيراً منحه الصوت الانتخابي أو الالتفاف حول غيره إن كان يطرح برنامجاً أكثر قوة وإيجابية وصلاحاً.
وسائل التواصل مع المرشح المفضل وكيفية متابعة حملته الانتخابية ومساندته إن أمكن
إذا كنت بالفعل قد استقر بك الحال على التصويت لصالح مرشح ما، والالتفاف حوله ومساندته قناعة بشخصه، وقبولاً بإمكانياته، واستحساناً لبرنامجه الانتخابي الذي طرحه على الناخبين، فسوف يقودك ذلك بالتبعية إلى الرغبة في التواصل مع ذلك المرشح، ومتابعة أخباره ونشر برنامجه الانتحابي خلال مناقشاتك مع الأهل والأصدقاء ممن يهتموا بهذا الشأن.
ففي عالم يوصف بالقرية الصغيرة بسبب انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لن تجد مرشحاً لأي منصب وبالأحرى هذا المنصب الرفيع إلا وله موقعه الخاص به على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى صفحة خاصة به على معظم مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك (facebook) وتويتر(twitter)، وغيرها، وهذه الوسائل ستمكنك بلا شك من متابعة كل صغيرة وكبيرة خاصة بالمرشح مثل مواعيد وأماكن عقد مؤتمراته الجماهيرية، ومستجدات حملته الانتخابية، ومناظراته مع المرشحين الآخرين، ومواعيد لقاءه مع مختلف وسائل الإعلام بل وربما التعليق على كافة أنشطته بسهولة ويسر.
وعلى الرغم من الانتشار الملفت لوسائل الاتصالات الحديثة لا تزال الصحف والبرامج التليفزيونة تتربع على عرش الإعلام المقروء والمرئي، مما يدعونا إلى ضرورة متابعة هذه المنابر الإعلامية لمعرفة توجه الرأي العام، وموقفه من هذا المرشح وذاك خاصة وأن أصحاب الأقلام ورجال الإعلام يشاهدوا مثل هذه الأحداث العظيمة من زاوية مختلفة تماماً عن تلك التي ينظر منها عامة الناس، ولا يعني ذلك أن تسلم بما تقرأ وتسمع عن مرشح ما ولكن حتماً سيؤدي بك سماع الرأي والرأي الآخر إلى الوصول أو على الأقل الاقتناع بما ستفعل، وسيصل بك الأمر إلى اختيار مقنع يريح بالك حتى وإن لم يفز المرشح الذي منحته صوتك وأيدته.
في النهاية نؤكد على حتمية إعلاء صوت الصالح العام على المصالح الشخصية والفردية، وضرورة المساهمة في صناعة القرار السياسي لبلدك، وعدم التخاذل أو التعامل السلبي مع مثل هذه الأمور المصيرية حتى وإن كان صوتك واحد بين ملايين فما الجبل إلا من الحصى، و ما السيل إلا من نقاط المطر، وما ناطحات السحاب إلا لبنات رُصت فوق بعضها، قم بواجبك نحو نفسك وأهلك وبلدك واعلم أنك أنت من يصنع التغيير.