كيف تصبح محبوبًا بين الناس
كيف تختار الموضوعات المناسبة عند الحديث مع الآخرين؟ تحدث معهم في اهتماماتهم فهو أمر يعكس اهتمامك بهم شخصيًا، وستصبح بالنسبة لهم شخصًا ممتعًا يحبون قضاء الأوقات معك والتحدث إليك. ويمكنك التعرف على اهتمامات الآخرين عن طريق الاستماع إليهم وملاحظة الموضوعات التي يتحدثون فيها كثيرًا وبحماس.وهناك موضوعات عليك أن تتجنب تمامًا الحديث فيها، أو حتى المشاركة بالاستماع إلى ما يقال فيها كالغيبة والنميمة والسخرية. فالبعض يلجأ إلى الغيبة بدافع الغيظ والغضب، وفي هذه الحالة نرى أنه لا داعي لذلك، فهذا لن يعيد إليك حقك إلا إذا كنت تشكو إلى من بيده أن يعيد إليك حقك، والحقيقة فإن التسامح سيريحك جدًا. وإن كان دافعك للغيبة هو مسايرة الآخرين في الحديث فكن على ثقة أنك سوف تفقد احترام وثقة هؤلاء، ومن نمَّ لك نمَّ عليك، فاقترح تغيير الموضوع، أو تولى الدفاع عن هذا الشخص، أو اترك المجلس. أما إن كان دافعك هو استهزاؤك بغيرك، فالأولى أن تنشغل بعيوبك عن عيوب الآخرين، ولا تحسب أنك بإعلاء قدر نفسك سوف تنقص من قدر الآخرين، بل إنك تفعل العكس، ولا تجعل ذكر الناس بما يكرهونه وسيلة لتسلية وتمضية الوقت، فحدد أهدافك جيدًا وانشغل بما ينفعك. والنميمة بنقل الكلام بين الناس الذي قيل في حقهم، بغرض إرادة السوء بمن نقل عنه الكلام أو إظهار الحب والحرص على مصلحة من تنقل إليه الكلام، أو التسلية وتمضية وقت – من الأمور التي لا ينبغي لمثلك أن يوصف بها، فهي تجعل الآخرين في ريبة منك وتوجس. كذلك لا يليق بك أن تجلس إلى نمام أو تسمع منه أو تحقق له غرضه، فهو معك اليوم وعليك غدًا، فلا تصدقه في كلام ولا تحاول تحري الحقيقة، وأحسن الظن بإخوانك، ولا ينجح النمام في اصطياد الخطأ منك فإنك بذلك تعينه على نجاح مهمته، وبما أنك قد عرفته جيدًا فاحذر منه وتجنبه قدر الإمكان وحدد علاقتك معه. ولا يليق بمن يحرص على محبة الناس ويرغب فيها، أن يتناولهم بالسخرية سواء بالقول أو التقليد أو الإشارة أو الكتابة أو الرسم، فكل هذا عائق أمام محبتهم لك. كيف تبدي اهتمامك بالآخرين دون أن تتدخل فيما لا يعنيك؟ اعلم أن درجة قربك من الشخص ومعرفتك بميله إلى التكتم أو الإفصاح هو ما يحدد نوعية أسئلتك. فمثلاً، لو تغيب زميلٌ لك في العمل يمكنك أن تبدي ملاحظتك لغيابه وتبين أنك فقط أردت الاطمئنان عليه دون أن تسأل عن سبب غيابه، وبهذا تبين للآخر اهتمامك به وشعورك بافتقاده حين يغيب، دون أن تظهر أنك فضولي تتطلع إلى ما يخفيه عن الآخرين. المزاح سلاح ذو حدين .. كيف تستخدمه بشكل سليم؟ لا شك أن المزاح يؤلف بين القلوب ويزيل الحواجز بين الأشخاص، والشخص المرح محبوب من الناس، إلا أن المزاح له ضوابط معينة ينبغي مراعاتها حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية، منها ألا يكون:
- مع من لا تعرفه جيدًا؛ لأنه قد يفسر مزاحك بشكل خطأ.
- مبالغًا فيه بإفراط، بنسج القصص الوهمية لمجرد إضحاك الناس بتكلف.
- فيه ترويع للناس وإيذاء لهم سواء بالأقوال أو الأفعال.
- مستغرقًا جزءًا كبيرًا من وقتك.
- مصاحبًا بضحك بصوت مرتفع أو حركات مبالغ فيها حتى لا تفقد وقارك. وهذا لا يعني التجهم أو الكآبة، فهناك فرق بين الابتسامة والمزاح الزائد.
- لا يكون المزاح سخرية من بلد معين أو منطقة معينة، كحال النكات الشائعة بيننا حول أهل الصعيد.
- في أمور لا يصح التصريح بها.
- تذكر إحسان الناس إليك وانسَ إساءتهم، ولا تجعل السيئة الواحدة سببًا لهدم كل الحسنات السابقة. ودرب نفسك على أن تقدم الخير دون انتظار المقابل، فهو حتمًا سيعود إليك مضاعفًا من نفس الشخص أو من غيره.
- عبر عن غضبك فهذا أمر طبيعي، ولكن المهم كيف تعبر. وانتظر حتى تهدأ لأنك خلال هذه الفترة سترتب أفكارك وتراجع ما إذا كان الأمر يستحق العتاب أم لا.
- إن كان الأمر بسيطًا وغير متكرر، فلا داعي للعتاب لأنه يضع الحواجز بين الناس.
- إن كان الأمر يستدعي الوقوف عنده، فحدد الشيء الذي أغضبك وما تشعر به نحو هذا الفعل وأعلم به الآخرين كي يجتنبوه ولا يعودون إليه.