كيف تتعلم مهارة جديده
رأينا الكثير فى هذا الزمان من عجائب. بعض الناس يستطيع القفز من إرتفاع تسعة أمتار الى سطح الأرض. بعضهم يستطيع الأكل و اللعب مع الذئاب و الأسود. والبعض يستطيع إخبارنا بما حدث يوميا على مدار مئة عام مضت. أما البعض فيستطيع أن يكسب ثقة الناس و حتى إن كانوا أعداؤه. هل تعتقد أن هذه من العجائب أو أنها مهارات مكتسبة؟
لا تتعجب لأن تلك الأشياء العجيبه ما هي إلا مهارات مكتسبه. حسناً تريد أن تعرف كيف تكتسب و تتعلم مهاره جديده فربما تستطيع أنت أيضا فعل العجائب وربما إستطعت أن تحطم الحائط بضربة واحده كما يفعل البعض، كل هذا يتم عن طريق تعلم المهارات. والمثل الصينى يقول أعطى رجل سمكه لتطعمه يوما واحد أو علمه الصيد لتطعمه مدى حياته. تعال معنا لنناقش ما يمكنك عمله لتتعلم المهارات التى تريدها.
أنواع المهارات
إختلف العلماء من كافة الأزمنه على تعريف واحد محدد للمهارة.
منهم من قال أنها هي التمكن من إنجاز مهمة بكيفية محددة وبدقة متناهية، وسرعة في التنفيذ ومنهم من قال أنها التميز المستمر في أي ميدان من ميادين الحياة كمثل علماء النفس، وعرفها علماء الإجتماع أنها القدرة على تحويل وترجمة المعرفة إلى نشاط وعمل ينتج عنه الإنجاز المرتقب.
من أنواع المهارات
- مهارات ذهنيه: كمهارات القراءه – مهارات الذكاء و الحساب – مهارات التفكير و المنطق.
- مهارات حركيه: المشى – الرسم – الحرف اليدويه – الرياضه البدنيه الحركيه.
- مهارات الذات: الإتصال الغير شفوى – طرق الكلام – تعبيرات الوجه – الكتابه.
- وهناك مهارات متنوعه أخرى.
مراحل تعلم المهارة
أولاً: المعرفه
تعرف على المهارة المراد تعلمها جيدا و أدرسها من كل الجوانب. أحط بكل علومها الأساسيه والفرعيه بمعنى أنك يجب أن تعرف تاريخ هذه المهارة ومؤسسها أو نشأتها أو أول من إستخدمها بجانب معرفتك بمن تعلمها و إحترفها من قبلك.
فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا كانت المهارة التى تريد تعلمها هى مهارة تتعلق بمجال الرياضه البدنيه كأحد الألعاب و لتكن كرة القدم فلابد منك أن تتعرف على تاريخ كرة القدم: أين نشأت؟ و متى كان ظهورها؟ من هم الأبطال الذين إشتهروا؟ وما هى مهاراتهم؟ كيف كانت تستخدم تلك المهارة؟ متى تستخدم؟ كذلك الأمثال على باقى فروع المهارات المختلفه.
ثانياً: التحفيز
لا يتسنى لك الآن بعد المعرفه إلا أن تحفز نفسك على تعلم تلك المهارة، تخيل ما ستكون عليه من إيجابيات. ذلك التحفيز ضرورى لبث روح التعلم و المثابره فى التعلم. فإعلم أنك يا عزيزى لن تتعلم إلا ما تحب إذا فتحفيزك لنفسك سيسهل لك الكثير فى تعلم تلك المهارة بل سيمهد لك العقبات و الصعوبات التى يمكن أن تواجهها فى أثناء تعلمك إياها.
ممكن يأتي هذا التحفيز عن طريق تحديد سلوكك و مشاكلك السابقه أو الحاليه و تقارن ذلك بسلوكك حين تزول مشاكلك بعد إتمام تعلم المهارة الجديده فى المستقبل، كما أنك يجب أن تكون أكثر إيجابيه و تحول دون اليأس بالإستمرار فى محاولات التعلم و التطوير.
ثالثاً: الإدراك الحسّي
إنه الشعور بما يحدث من تغييرات إيجابيه من خلال التعلم للمهاره وإدراك الميزات الهامه فيها والإلمام التام بالشعور الإيجابي وزيادة النشاط وذلك لن يحدث إلا بالتحفيز. الآن يجب عليك أن تدرك كل تلك التغيرات و الإيجابيات مع كل خطوة إلى الأمام فى مهاراتك. فمثلا لا على سبيل الحصر مهارة الرسم التشكيلي فإن الرسام لن يحترف إلا إذا كان الإدراك الحسى لديه عالى بمعنى أنه يتوجب عليه الشعور بما يرسمه والتقييم المستمر وكل ذلك ينطوى تحت إدراكه الحسي .
رابعاً: الإدراك الحركي
وهو إستخدام ما يمكن من حركات جسديه و تسخيرها فى تلك المهارة، فمثلا للقراءه السريعه يجب أن تسخر العين مع العقل ليتم التناسق بين القراءه و الفهم. أما راكب الدراجه فيتطلب منه تسخير القدمين مع تناسق الإتزان. وأما السبّاح الماهر يجب عليه أن يكون لديه تناسق وإدراك حركى بين عضلات اليدين والرقبه والقدمين.
خامساً: البحث المستمر
حاول العثور على موقع الكتروني يتحدث عن تلك المهارة وقواعدها وأساليبها و كل شيء عنها لمساعدتك على التعلم الماهر، ومن أمثلة ذلك أيضاً العثور على كتاب يتحدث عن تلك المهارة أو البحث فى أقرب مكتبه عن أبحاث تتحدث عن هذه المهارة. بل إن أمر البحث لن يقتصر على أن يكون فى بداية تعلمك المهارة أو فى أثنائها فقط بل أيضا بعد تعلم المهارة يجب عليك البحث و مطالعة كل جديد عن مهارتك و أحدث ما تم إكتشافه عنها من إيجابيات أو أساليب جديده.
سادساً: تخصيص الوقت
خصص وقتاً لا يقل عن 30 دقيقه يوميا لتعلم المهارة وننصحك بعدم التهاون أو الوهن في ذلك بل ثابر على ذلك الوقت حتى تتقن مهارتك جيداً، و لا مانع من بعد تعلمها أن تخصص وقت من حين لأخر للتدريب على هذه المهارة أو محاولة الوصول إلى مستوى الإحتراف فيها. أما إذا كنت قد تعلمت المهارة و نادراً ما تستخدمها أو أنك بالفعل لا تستخدمها حالياً فننصحك بتخصيص وقتاً إضافيا لتتدرب على هذه المهارة وذلك لتحافظ على مستواك الذى وصلت إليه فيها.
سابعاً: الممارسه
يجب تطبيق المهارة تطبيقاً عملياّ وممارستها حتى تكتسبها. فليس كاف أن تتعلمها من ناحية نظرية أي من كتب وأبحاث. فمن الأمثلة الجميلة قيادة السيارة: فسهل جداً قضاء أيام وأسابيع لتعلم كيفية قيادة سيارة عن طريق كتب أو فيديوهات تعليمية ولكن في النهاية لن تقدر الاستفادة مما قرأته حتى تمارسه في سيارة حقيقية.
ثامناً: التكرار
كرر ما تعلمته مراراً و مراراً حتى تصل إلى هدفك المنشود. حاول وضع جدول لوقتك اليومي وطبقه، فذلك سيسهل عليك الكثير و سيجعلك تتذكر وقت التعليم بل سينظم لك وقتك بشكل فعال و إيجابي. أيضاً إن إستخدام التقنية الحديثه فى التذكير بالمواعيد و جداول الوقت شيء يمكنه مساعدتك فى عملية تكرار التدريب على المهارة.
إفتح الباب لداخلك حتى تسمع منه ما ينقصه
تعلم أنك فى بعض الأحيان قد تواجه مشكلة ما ربما فى العمل أو فى حياتك الأسريه. نقول لك بإذن الله أنك تستطيع التغلب على هذه المشكلات بتحديدها، ومن ثم تستطيع أن تعرف أى مهارة تنقصك فى حياتك. فعلى سبيل المثال لا الحصر إن كنت تعاني من قلة العلاقات فى العمل فهذا يعنى بأنك من النوع المنطوى حتى لو لم تلاحظ ذلك ولذا وجب عليك تعلم بعض المهارات الإجتماعيه بما يسمى الذكاء الإجتماعى وذلك بالطبع بعيدا عن الرياء والنفاق.
إحذر هبوط الهمم و العزيمه أثناء تعلم مهارة جديدة في حياتك وحاول دائماً أن تنظر بإيجابيه وتجنب الإحباط أو الكسل. نتمنى لك كل التوفيق.