كيف تطلب زيادة في المرتب من مديرك
اقترب موعد السنة المالية، وبدأت صيحات الموظفين ترتفع من أجل الحصول على زيادة في المرتبات، وبالتأكيد أنت من هؤلاء المترقبين لهذا الموعد. ولكن لا بد لهذه الأمنية من تحضير جيد ومهارة متقَنة، وتوقيت مناسب، بالإضافة عدة طرق تصل من خلالها إلى أقصر طريق، وأروع أسلوب للحصول على تلك الأمنية.
يقول (بيل كولمان) نائب رئيس موقع (Salary.com): إن أسوأ ما يمكن أن يفعله الموظف هو تقديم طلب لزيادة راتبه مبني على مسائل شخصية، فقول الموظف: "أحتاج لزيادة لأن عليّ ديوناً كثيرة" (مثلاً) هو قول خاسر بكل المقاييس، كما أن تقديم طلب للزيادة في وقت تعاني فيه الشركة من مشكلات مالية أمر خاطئ أيضاً. وعليك أن تعرف أن المميّزين في الشركة هم من يتقاضون رواتب أعلى. فإذا لم تكن متأكداً أنك من هؤلاء النخبة فأنت لست كذلك بالفعل.
ولبناء طلب الزيادة، فإن عليك أن تضع قائمة بإنجازاتك دون أن تبالغ فيها، ومن الأفضل تقديم أرقام تدعم ما تعتقد أنها إنجازات تحققت بفضلك أنت. وإذا كنت رئيساً لأحد الأقسام، فعليك ذكر المبادرات التي أطلقتها والمشكلات التي قمت بحلها، موضحاً كيف أدى هذا إلى زيادة رغبة الموظفين في الإنجاز، وكيف دفع أداء الشركة إلى الأمام وقبل أن تقدم طلبك للمدير عليك أن تقرأ وتطلع على تفاصيل أرباح الشركة إذا تمكنت من ذلك، فإن لم تتمكن عليك قراءة الخطوط العامة لأداء عمل الشركة، فإذا اكتشفت أنها تعاني من مشكلات مالية فمن الأفضل عدم تقديم الطلب ويفضَّل أيضاً أن تطَّلع على الرواتب التي تُعطَى لأمثالك في البلد بشكل عام لكي تعرف قيمة وظيفتك في سوق العمل، وذلك كي لا تبالغ في طلب راتب لا تستحقه وظيفتك أو مهاراتك, والطلب المختصر هو الأفضل، وإعادة قراءته قبل تقديمه بواسطة صديق موثوق به أمر مفيد وجيد؛ فإعادة القراءة ستكشف الأخطاء أو النقاط التي غاب عنك ذكرها في الطلب.
و انتبه، فإنك إذا كنت مجيداً وتعمل في مجال فيه منافسة، فمن النادر أن يتم رفض طلبك للزيادة ولكن إذا حدث ذلك فهذه ليست نهاية الطريق، وإذا رُفض طلب الزيادة وتأكدت من أن أداءك يستحق الحصول على زيادة في الأجر، فعليك التفكير في تغيير الشركة ولكن دون أن تهدد بالاستقالة فوراً لأن مديرك قد يتخذ بحقك إجراءات قانونية ضارة، وإن لم تكن هناك وظيفة أخرى جاهزة فسوف تتسبب في أذى كبير لنفسك خاصة في ظل ظروف البطالة الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية.
واعلم جيداً أن الأساس في طلب الزيادة هو رضاء مديرك عن عملك لذا وجب عليك أن تتذكر أن تبتسم وأن تكون متحمساً لتلبية أي طلب قد يطلبه منك مديرك وليس هناك مانع على الإطلاق أن تعمل بجد وبمرح في آن واحد، كماعليك أن تظهر سلوكاً إيجابياً لكي ينعكس ذلك على تصرفك، ولكن لا تبالغ في مدى حماسك لكي لا يُساء فهم مديرك عنك فتكون أنت الضحية الأبدية.
كيف تستطبع أن تكون اليد اليُمنى لمديرك؟
ولكي تكون خبيراً ومستشاراً له، فإنك إذا كنت محترفاً أو خبيراً في مجال ما أو لديك مهارة معينة، فعليك بالآتي:
- حاول أن تكون مبادراً لمساعدة أصحاب الأعمال في مجال مهارتك التي تتقنها أكثر من غيرك لتكون مرجعاً ومستشاراً لهم في ذلك و لا تكن في فخ المبالغة وإلا فقد يقف ذلك أمام فرصك الأخرى لكونك أفضل من يجيد ما تجيده.
- اعمل بروح الفريق الواحد، فعليك التعاون والتجاوب مع فريق عملك المكون من زملاء العمل، إذ سيرجع ذلك عليك بالشكر والتقدير من قِبَل مديرك، والعكس بالعكس أيضاً، فلا يجب أن يكون المدير (حَكَماً) يُفرِّق بين أعضاء فريق عمل لا يتفقون ولا ينسجمون مع بعضهم البعض، وإيَّاك وأن تدخل نفق (النميمة والغيبة)، إذ سيرجع عليك شبح ما تقوله ليحيط بك مكراً، ومن المهم أيضاً أن تُشيد بشكرك وتقديرك بمساعدة ودعم زملائك لك.
- أن تُظهر مدى التزامك وإخلاصك، فيجب عليك أن تعكس لمديرك مدى التزامك وتفانيك في العمل الذي تخلص في إنجازه على أكمل وجه وبأسرع وقت ممكن، و عليك أن تُسيِّر الأمور بشكل رائع، ولكن افعل ذلك بهدوء وتواضع، فلا أحد منّا يحب المتغطرس أو المتكبِّر أوالمتعالي، كما يجب عليك أن تتعلم كيف تخفض رأسك عندما تكون الأمور مذبذبة ومتأرجحة، كماعليك دائماً الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه لتسليم العمل المتفق عليه، إذ يُظهر ذلك مدى جديّتك واحترامك لهذه المواعيد، و لا بد من الانتظام في الحضور للدوام مبكراً ولا تنصرف آخر اليوم قبل أن ينصرف مديرك وعليك أيضا إطْلاع مديرك بكل المستجدات والتطورات الجارية بشكل دوري ومستمر، وتذكر أنه ليس هناك من يحب عنصر المفاجآت.
- أن تكون مبادراً في تتعلم القيادة، فإذا كنت تعتقد بأنك جدير بزيادة راتبك فعليك أن تعكس ذلك في مدى قدرتك على ابتكار الحلول السريعة والمناسبة للتحديات والمشكلات التي تواجهك، وكن مبادراً في ذلك وتولَّ زمام الأمور و لا تنسَ أن تُشرك مديرك معك في مرحلة اتخاذ القرارات تكن بذلك قد سهَّلت على مديرك مهمة إدارة الأمور بشكل فعّال ومثير للانتباه.
وأضرب لك مثالاً تحتذي به في (كيفية المبادرة وتعلم القيادة) وهو عن طريق (أن تكون أول المتطوعين)، وحينما يرى الجميع بما فيهم مديرك أن لديك الثقة والقدرة والكفاءة والشجاعة لتولى مهام جديدة كبيرة، فإنه يجب عليك تقبُّل تحمل المسئولية، فالعالم مليء بمن يجيدون خلق الأعذار لذلك عليك أن تكون ناضجاً لتتحمل مسئولية الخطأ الذي ترتكبه وبلا شك فإن ذلك يتطلب منك الكثير من الشجاعة والوعي والحس الداخلي لتقوم بتقويم وتصحيح الوضع وهذه مهارة يحترمها جميع المدراء.
وعليك أيضا تذكر أهمية التوقيت في طلب الزيادة، فمن الجيد تقديم الطلب عندما تحس بأن المدير مستعد لسماعك، كما أن عليك أن تتفاوض ببطء، دون أن تفترض أنك مركزي في الشركة، كما يجب عليك أن تختار اللهجة المناسبة لحاجاتك ولقدرات الشركة، فربما لا تستطيع شركتك إعطاءك المزيد من المال بالفعل.
وإذا ما كانت حالة الشركة المادية سيئة فقد يكون هناك بدائل عن زيادة المرتب مثل الحصول على ترقية أو ساعات عمل أقل مقابل عدم الزيادة تستغلها بدورك في التعليم أو أداء مهمات أخرى نافعة.
نصائح شافية
وفيما يلي ثماني نصائح نافعة لك عند التقدم لطلب زيادة راتبك:
- لا تتصرف وكأن الزيادة من حقوقك الطبيعية، حتى وإن شعرت بأنك تستحقها بالفعل، فلا تطالب بها على أنها حق طبيعي لك، فالقطاع الخاص لا يعترف بمثل هذه اللهجة.
- لا تخبر مديرك عن سبب حاجتك للزيادة، فكل الناس لديهم مصاريف غير متوقعة، وإخبار مديرك بواحدة من هذه المصاريف لن يكون مقنعاً بالنسبة له، فكل ما يهتم به مديرك هو قيمتك بالنسبة للشركة.
- لا تسمح لنفسك بالخروج عن طورها، ولا ترفع صوتك، و اترك السلوك غير الناضج وغير المهني؛ فالغضب لن يصلح مع مديرك على الإطلاق.
- لا تقارن نفسك بالآخرين أو المميَّزين؛ فالعديد من الشركات تعتبر موضوع رواتب الموظفين أمراً سِرِّيّاً، وبالتالي فإذا ما طالبت بزيادة مقارنة براتب زميل لك فستضع نفسك في ورطة، بالإضافة إلى أن ذلك قد لا يعني شيئاً، فزميلك قد يكون مميزاً عنك بخلفيته العلمية أو الخبرة التي ليس لك اطلاع عليها.
- لا تجعل الأمر يتطور ليأخذ منحىً شخصياً؛ فإهانة مديرك لن تُقوِّي قضيتك أو تُحسِّن علاقات عملك.
- لا تبالغ في طرح قضيتك، ولا تدمج أكثر من موضوع في نقاش واحد، ويجب أن يكون لقاؤك مع مديرك مختصراً وغير مطوَّل، ولذلك حافظ على بساطته وقابليته طرحك للفهم.
- أنت تعرف مديرك وهو يعرفك، لذلك تكلم بوضوح وثبات ولكن دون أن تطيل في شرح قضيتك.
- لا تهدد بالاستقالة؛ فإن التهديد بالاستقالة يعطي مديرك الانطباع بأنك غير ملتزم مع شركتك، وبالتالي تكون غير مستحق لأية زيادة، و تذكر أننا جميعاً بشر، ولدينا جميعاً عائلات وهوايات و ضغوطات مثلك تماماً!، فحاول أن تتفهم الجميع على مستوى شخصي وعائلي لتأخذ ذلك في الحسبان عندما تتعامل معهم.
نصيحة مفيدة
من الجميل أن تتذكر اسم ابن مديرك في العمل، أو أن تعيد عليه بعض المعلومات الخاصة والشخصية التي كان قد أخبرك بها في السابق لأن ذلك يعكس له مدى اهتمامك به كشخص، وأنه ليس مجرد مدير تريد فقط التعامل معه على صعيد العمل أوالتودد إليه من أجل الترقية أو زيادة الراتب فقط.