كيف تتصرفين في طوارئ المنزل
هل رأيت يوما طفلا ذا إصابة واضحة وأخذتك الشفقة بذلك الطفل وتمنيت لو عاد الزمن به ليغير ما حدث؟ اعلمي إذا أن هذا الطفل كانت لديه كل الفرص الموجودة لدى غيره من الأطفال الأصحاء ولكن إهمال الكبار وجهلهم قد جنى على هؤلاء الأطفال دون ذنب لهم. فما هي المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالنا في المنزل؟ وكيف نتصرف إزاءها؟
ما هي الإجراءات الوقائية الواجب مراعاتها وتأمينها لتجنب وقوع الحوادث أو الطوارئ المنزلية؟
إن اتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة في المنزل وتعليمها لكافة أفراد الأسرة قد يقيك أنت ومن تحبين عواقب جسيمة لا ندري إلى أين يمكن أن تصل بنا. ومن هذه الإجراءات:
- تعلمي فن التقاط الأشياء سريعا من الأرض خاصة لو كان أولادك صغارا في السن، وكذلك عند وجود كبار السن أو ضعاف البصر في المنزل، فسبب الحوادث في بعض الأحيان هو التعثر في العناصر والأشياء الملقاة على الأرض. لذا فمن المهم الحفاظ على الممرات واضحة خالية من الملابس والورق وألعاب الأطفال التي قد تؤدي إلى التعثر بها، وكذلك الأشياء الصغيرة جدا كقطع الزجاج أو الدبابيس التي قد يبتلعها الصغار أو تؤذي أقدام الأكبر سنا.
- يجب أن تبقى جميع الأسطح (السيراميك والرخام....) جافة تماما بواسطة منشفة ورقية ماصة للغاية. ويفضل تثبيت درابزين في الحمام وإلى جانب المرحاض. وللحفاظ على عدم الإنزلاق يفضل اٍستخدام قطع الجلد (Mats) في حوض الإستحمام لمنع الإنزلاق وهو أمر في غاية الأهمية للمسنين والمعوقين وكذلك الأطفال الصغار لتفادي وقوع إصابات، فالتزحلق على هذه الأسطح المبتلة قد يؤدي إلى كارثة حقيقية.
- يجب عليك عدم إبقاء قطع الأثاث التي يمكن الصعود عليها أمام النوافذ، كما يجب عليك وضع بوابات سلامة (Gates) في أعلى وأسفل كل درج لمنع الصغار من السقوط.
- التسمم هو من أخطرالحوادث المنزلية والذي يمكن الوقاية منه تماما. عليك دائما إبقاء المواد الخطرة مثل المنظفات المنزلية، مخففات الدهان، سوائل التنظيف، المبيدات الحشرية والأدوية وأي شيء يشكل خطرا في ابتلاعه من قبل الأطفال مغلقا في مكان آمن وبعيد عن متناولهم تماما.
- واحدة من أكثر المسببات شيوعا للإصابة والوفاة في المنزل هو الغرق. ويكمن الشيوع في أنه يمكن لطفل صغير أن يغرق في بوصات قليلة من الماء. لذلك، إذا كان لديك أطفال صغار فيجب عليك تثبيت أغطية تأمين على مقعد المرحاض الخاص، وعدم ترك أي مياه راكدة في حوض الاستحمام أو الأواني الضخمة. كذلك عدم ترك طفلك أبدا غير مراقب في حوض الإستحمام ولو حتى لفترة وجيزة، و إذا كان لديك حوض سباحة في حديقة المنزل فيستحسن إبقاؤه فارغا عند عدم استخدامه. فالكوارث لا تستغرق عادة إلا لحظات بسيطة.
- الحروق من الإصابات المنزلية الشائعة والتي يسهل أيضا تجنبها. الحروق من المياه الساخنة تتصدر أعلى قائمة الإصابات في الحروق، لذلك تأكدي من أن حرارة سخان المياه دوما أقل من 100 درجة مئويه. أيضا، احتفظي بالسوائل الساخنة بعيدا عن متناول الأطفال وتمهلي عند المشي حاملة القهوة أو الشاي الساخن، فكثير من الأطفال تحرق من سكب الكبار بطريق الخطأ للمشروبات الساخنة عليها.
- عند الطهي على الموقد أبقي دائما مقابض الوعاء نحو الجزء الخلفي من الموقد حتى لا يتسنى للأطفال الصغار سحبها وسكبها على أنفسهم.
- تأكدي دائما من درجة حرارة ماء الحمام الخاص بطفلك قبل السماح لهم بدخول الحوض. أيضا عليك الحفاظ على المكواة بعيدا عن الأطفال ووضعها في مكان مرتفع بعد الإستخدام.
- الإختناق هو خطر غالبا ما يصيب الأطفال الصغار. لذا يجب الحفاظ على البيت خاليا من العناصر الصغيرة التي يمكن للأطفال ابتلاعها أو مضغ أجزاءها الصغيرة بعيدا عن متناولهم وعدم ترك تلك الأشياء غير خاضعة للرقابة. أيضا يجب رفع أي حبال متدلية من الستائر وعدم السماح لطفلك باللعب بالحبال أو الأشرطة أو القطع الطويلة من السلاسل. كذلك تخلصي من أية أكياس بلاستيكية على الفور لمنع حدوث الاختناق. ومن المهم جدا الإشراف على الأطفال الصغار حين يأكلون، وتجنبي المواد الغذائية التي قد تسبب الحساسية والإختناق للأطفال الصغار والرضع مثل الفول السوداني.
- إن الإصابة بالكهرباء مأساة منزلية شائعة. لذا عليك إبقاء جميع المنافذ الكهربائية مغطاة للحفاظ على سلامة الأطفال بحيث لا يمكنهم إدراج أية عناصر معدنية أو إدراج أصابعهم داخل هذه المنافذ. أيضا عليك وضع الوصلات الكهربائية بعيدا عن الأنظار حتى لا يسهل على الأطفال أو الحيوانات الأليفة العبث بها. في الحمام، يجب عدم ترك الأجهزة موصولة بالكهرباء عندما لا تكون قيد الاستعمال، وعدم إبقاء الأجهزة بالقرب من حوض الإستحمام كالغسالة الكهربائية أو مصفف الشعر. كذلك ينبغي التخلص فورا من الأسلاك المكشوفة أو تغطيتها جيدا بشريط كهربائي لاصق.
ما هي أنواع الطوارئ المختلفة التي قد تحدث في المنزل وكيف نتصرف فيها؟
الإختناق
ان حادثة الإختناق تعتبر من أسوأ الحوادث المنزلية وذلك لأن حدوثها لا يحتاج إلا لثوان معدودة خاصة بالنسبة للأطفال، فهو يحرم المخ من الأوكسجين الثمين وما هي إلا أن تحدث الوفاة، لذا فإن سرعة وحسن التصرف هنا (فيما يعرف بمناورة هايملخ) هي من أهم الأشياء الواجب تعلمها ومعرفتها:
- أولا وبسرعة عليك ملاحظة والبحث عن علامات الإختناق: كأن يمسك المصاب الحلق بيديه ولا يتكلم، وأن تنتابه نوبة قوية من السعال أو ضيق في التنفس مع صدور صوت أشبه بالصفير.
- أوقفي الشخص المصاب فورا ولا تدعيه يجلس أو يستلقي.
- قفي خلف الشخص المصاب بالإختناق.
- مدي يديك حول الشخص المصاب بالإختناق كما لو أنك تحتضنيه بشدة من الخلف وحاولي رفعه.
- اقبضي بيد واحدة، وأعطيه ضربة بقبضة قوية من الأمام مع وضع الإبهام فوق سرة الشخص المختنق والقيام بحركة سريعة إلى الداخل والأعلى.
- مواصلة الضغط في تعاقب سريع حتى يتم طرد الشيء المسبب للإختناق ويتمكن الشخص المختنق من التنفس من جديد.
- إذا كان الشخص المختنق طفلا صغيرا فحاولي أن تمسكيه من قدميه جاعلة رأسه إلى الأسفل واضغطي على وسط ظهره بقبضة يديك وذلك حتى تطردي الجسم المسبب للإختناق ويعود التنفس طبيعيا، أو حتى يصل الطبيب.
- إذا ظل الشخص المختنق مستمرا في السعال، فهو لا يستطيع الحصول على الهواء بعد. لذا شجعيه على الحفاظ على السعال من أجل طرد كل ما هو معرقل لمجرى الهواء.
- إذا كان الشخص المختنق فاقدا للوعي، عليك فورا التحقق بصريا من حلقه وإزالة أي جسم غريب معرقل للنفس، ثم يوضع المصاب على سطح صلب و يقوم المسعف بالضغط المفاجئ بكلتا يديه فوق المعدة باتجاه القلب وجعله يستعيد تنفسه الطبيعي لحين وصول المساعدة الطبية.
- بعدها يجب وضع الشخص في الهواء الطلق فورا وإبعاد أية ملابس ضيقة تحول دون التنفس السليم.
الجرح القطعي
الجروح القطعية والخدوش العميقة كثيرة الحدوث في حياتنا اليومية، لا سيما للأطفال النشطين وأحيانا كثيرة للبالغين (حادثة سكين المطبخ الشّهيرة!). عموما يمكن أن تعالج هذه الجروح على نحو فعال إذا كانت طفيفة أو حتى نصف عميقه داخل المنزل، ولكن الجروح شديدة العمق قد تتطلب عناية طبية فورية، ولكن حتى لوكان الجرح عميقا أو كبيرا لدرجة أنه يحتاج الى رعاية طبية فيجب علينا قبل ذلك معرفة ما يتعين القيام به قبل حضور الطبيب -لأن ذلك يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حالة المصاب وسرعة علاجه وحالة الجرح فيما بعد- وهو كالتالي:
- بغض النظر عن شدة الجرح، فوقف النزيف دائما قبل الشروع في مزيد من الرعاية هو البداية الأمثل للعلاج. وعادة ما يقف النزيف بسهولة أو من تلقاء نفسه في حالة الجروح البسيطة، أما إذا لم يتوقف النزيف فعليك بالضغط على الجرح بلطف بواسطة قطعة قماش نظيفة لمدة 20 دقيقة. وينبغي أن يكون الضغط مستمرا، لذلك لا ترفعي القماش لمعرفة ما إذا كان النزف قد توقف أم لا. إذا لم يتوقف النزف من قطع مع الضغط، فاشرعي في طلب المساعدة الطبية.
- بمجرد أن تسيطري على النزيف أو توقفيه سوف تحتاجين لتنظيف القطع. دفقي المياه النظيفة على القطع وقومي بإزالة أي جسم غريب مثل التراب أو الشعر وما إلى ذلك بملاقط معقمة. يمكنك استخدام الصابون لتنظيف المنطقة المحيطة بالقطع، بالإضافة إلى أن الماء يجب أن يكون كافيا لإزالة أي جسم غريب أو أية ميكروبات عالقه بالجرح، ولكن تجنبي أن تحدثي تهيجا في منطقة الجرح.
- بعد تنظيف الجرح قومي بوضع كريم مضاد حيوي مثل (Neosporin) على الجرح. بعدها غطي الجرح بضمادة لمنع البكتيريا من الوصول إليه. تأكدي من تغيير الضمادة على الأقل مرة واحدة يوميا. وبمجرد أن يبدأ الجرح بالالتئام وتكوين طبقة من الجلد يمكنك إزالة الضمادة والسماح للهواء بتجفيف الجرح نهائيا.
- هناك بعض الدلائل على أن القطع يتطلب تدخلا طبيا. مثلا، إذا كان جرح الشخص المصاب عميقا ذا حواف خشنة، أو كان في أنسجة دهنية أو عضليه فربما يحتاج إلى غرز جراحية. قد يتطلب القطع أيضا العناية الطبية إذا ظهرت أي علامات للعدوى مثل الألم، الإحمرار، التورم، أو تكوين صديد على غير العادة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التطعيم ضد ميكروب التيتانوس مهم وضروري إذا كان الجرح عميقا للغاية، أو أن المصاب قد جرح نفسه بجسم وملوث.