كيف تذاكر وتستعد للامتحانات
أوقات الاستراحة
قد تظن أن وقت الاستراحة لا يحتاج لذكر ومزيد تفصيل، فكلنا يجيد ذلك. ولكن يجب أن تعلم أن الاستراحة في أغلب الأوقات قد تكون جزءاً من عملك. كيف ذلك؟ لأنها تعينك على إكمال دراستك بروح جديدة، فليس من الطبيعي أن تكون طوال الوقت مشغول الفكر في الدراسة والمذاكرة وما يتعلق بها فحسب، فالنفوس تحتاج للترويح من فترة لأخرى.
ولكن دع هذا القسط من الراحة بعد مذاكرتك حتى لا تنسى الوقت وتظن أنك تستطيع المذاكرة في وقت وجيز، فتجد نفسك وقد فاجأك موعد النوم على سبيل المثال، وسبب آخر يقنعك بوجوب الراحة بعد العمل وليس قبله، ألا وهو الشعور بأنها مكافأة لما فعلت، فهل رأيت من يتقاضى أجره قبل العمل؟
تحفيز نفسك على المذاكرة
بعد المواظبة على حضور دروسك وعلى المذاكرة المنتظمة ستجد نفسك في بعض الأوقات وقد قلت همتك وضعفت قدرتك على التركيز، فلا تقلق فهذا أمر معتاد وكلنا يحدث لنا ذلك في الدراسة وفي غيرها من الأعمال، وهنا يلزمك الوقوف حتى تعيد حساباتك من جديد، وتراجع ما نويت من البداية وكم حققت منه حتى الآن، وسواء حققت الكثير أم لا، فإذا عرفت أين مكانك على الطريق فلقد قطعت نصفه تقريباً، وطبق ما تراه يناسبك من الطرق التالية لتحفيز نفسك:
- اجعل لنفسك مكافأة كلما أنهيت فصلاً من مادة لا تستسيغها.
- عاقب نفسك على التقصير في حضور دروسك أو تأجيل المذاكرة بالحرمان من بعض أوقات الاستراحة (هذا يتوقف على كيفية تقبلك للعقاب بشكل سلبي أم إيجابي).
- لا تستمع كثيراً لأقوال المحبطين من زملائك، فتأكد أنه ليس هناك شيئاً صعباً ولكن ذلك بحسب ما تعطيه من وقت وجهد.
- تذكر درجاتك المرتفعة والتي تحققها دائماً عندما تكون مواظباً وملتزماً بما عليك من واجبات والتزامات دراسية.
- تذكر أن العام الدراسي له نهاية، وفي الإجازة ستقوم بعمل الرحلة الطويلة التي تتمناها طوال العام.
- تخيل يوم استقبال نتيجة العام الدراسي وأنت في غاية الفرحة وقد التف الجميع من حولك ليهنئوك ويقابلوك بالتحيات والتهاني (وقد تأتيك بعض الهدايا أيضاً).
الاستعاد للامتحانات
وكالعادة يمر العام بسرعة وتأتي فترة الامتحانات والتي تحدد نسبة كبيرة من درجاتك وتقديرك لهذا العام، ولكنها ليست المرة الأولى بالتأكيد التي تذاكر فيها فأنت بالفعل قد ذاكرت وأتقنت مواد هذا العام وما فترة الاستعداد للامتحانات إلا تذكير وتركيز على المنهج بشكل كبير، فأول ما عليك فعله هو تنظيم وقتك أيضاً مرة أخرى ولكن هذه المرة الوقت كاملاً سيكون للمذاكرة وليكون الجدول متوازناً مثل هذا الجدول المقترح:
8:00 - 9:30 صباحاً : فترة مذاكرة (ساعة ونصف)
9:30 - 10:00 : استراحة
10:00 - 12:00 ظهراً : فترة مذاكرة (ساعتين)
12:00 - 12:30 : استراحة
12:30 - 2:30 : فترة مذاكرة (ساعتين)
2:30 - 3:00 : استراحة + الغداء
3:00 - 5:00 : فترة مذاكرة (ساعتين)
5:00 - 6:00 مساءً : استراحة
6:00 - 7:30 : فترة مذاكرة (ساعة ونصف)
7:30 - 8:00 ليلاً : استراحة
8:00 - 9:30 : فترة مذاكرة (ساعة ونصف)
9:30 - 10:00 : استراحة+ العشاء
10:00 - 11:30 : فترة مذاكرة (ساعة ونصف)
11:30 - 12:00 : استراحة
12:00 - 8:00 : نوم
توضيح: ليس هذا هو الجدول الأمثل والوحيد للمذاكرة، ولكنه جدول مقترح لتنظيم أيام الامتحانات.
وإذا كان لديك امتحان لأكثر من مادة في يوم واحد، أو امتحان يستلزم الكثير من الوقت للمذاكرة ولا توجد فرصة لذلك ضمن الجدول، يمكنك قسمة اليوم لقسمين: أحدهما للمادة الأولى، والآخر للمادة الثانية. وليس يوماً لهذه المادة ويوماً آخر للأخرى حتى تظل يومياً متذكراً كلتا المادتين وتظل المعلومات في ذهنك فترة أطول (كما ذكرنا من قبل)، ذاكر للامتحان من مذكراتك التي كتبتها طوال العام أيضاً، وأضف لذلك، قم باختبار نفسك كثيراً في فترة الاستعداد للامتحان، ثم اعرض امتحانك على معلمك ليصححه لك، فذلك يكسر بداخلك تلك الرهبة وذلك الإحساس الذي يقول إنك لم تذاكر بجد بعد، فتقييمك المرتفع من معلمك سيضعك حتماً على الطريق الصحيح.
واجعل من هذه الامتحانات نموذجاً قريباً قدر الإمكان للامتحان الحقيقي، فلا تسمح لأحد بمقاطعتك أثناء الامتحان وأغلق هاتفك وحاسوبك ونافذة غرفتك إن أمكن حتى تكون أقرب ما يكون ليوم الامتحان فيكون ذلك شيئاً معتاداً بالنسبة لك وليكن التركيز الأكبر وقت الامتحان علي الأسئلة وكيفية إجابتها بالشكل الصحيح بدلاً من الإحساس بالخوف طوال الوقت، وأضف لذلك بعض البطاقات واملأها بأسئلة وأجوبة مباشرة، وتناول بطاقة واسأل نفسك عما فيها واخف الإجابة، ولا تكتفي بترديد الإجابة في نفسك، بل قلها بصوتك أو اكتبها بيدك (بحسب ما كان اختبارك تحريرياً أم شفهياً) فذلك يثبت المعلومة أيضاً في نفسك،
وتلك البطاقات ستنفعك كثيراً في حالة وجود تعريفات كثيرة في المنهج أو أسئلة يصعب عليك دراستها وطالما تنساها باستمرار، وإذا أخطأت أو نسيت إجابة سؤالٍ ما، فلا تظن أن ذلك خللاً في مذاكرتك فهذا أمر طبيعي والإنسان يستفيد من خطئه أكثر مما يستفيد من صوابه، واستمر بالمذاكرة طوال أيام الامتحانات ولا تتوقف حتى تشعر بالثقة فيما ذاكرته، وقد تكون ذاكرت المنهج أكثر من مرة ولكن لم تأتك هذه الثقة بعد فراجع نقاط الخلل حتى تكون مستعداً تماماً لامتحان الغد، وأما عن الامتحان، فأنت الآن بالتأكيد مستعد ومتأهب لهذا اليوم والذي ستكلل فيه مجهود العام بدرجة أو بتقييم متميز.
يوم الامتحان
تناول الورقة بتأني ولا تتعجل في البدء قبل قراءة جميع الأسئلة قراءة عابرة حتى تقدر لكل سؤال قدره المناسب من الوقت، وابدأ دائماً بالسؤال الذي يمكنك حله بكل سهولة (يختلف من شخص لآخر) فهذا يمنحك دفعة من الثقة تحتاجها في بداية الامتحان، ومن ثم تناول الأسئلة الباقية تدريجياً وإذا توقفت عند سؤالٍ ما فلا تنتظر كثيرا وانتقل لما بعده، فالوقت لن يمهلك، ولعلك تجد حلاً له وقد أنهيت بقية الأسئلة وقد أصبحت صافي الذهن، ومع انتهاء وقت الامتحان قد تكون قد أتممت وراجعت ما كتبته جيداً حتى تأخذ قسطاً من الراحة مكافأة لك على ما أنهيت من عملك، فأنت بكل تأكيد تستحق ذلك.
إذا استطعت تنفيذ ما سبق فقد قطعت شوطاً رائعاً في سبيل تحقيق أهدافك وطموحاتك وأهمها في هذه المرحلة هو اجتياز الامتحانات بأعلى معدلات، واعلم أن كل ما تبذله من جهد وصبر سوف يؤتي ثماره بأضعاف أضعاف ما تتخيل، ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر.