كيف تتعلم حب القراءة
هل القراءة هواية فطرية أم مكتسبة؟ بمعنى هل يمكن للشخص الذي لا يحب القراءة أن يتخيل نفسه بعد عدة أشهر من الآن وقد أصبحت القراءة جزءاً لا يتجزأ من حياته؟ إن بعضاً من الأشخاص الذين يقرؤون هذه الكلمات الآن -على عجالة- سيقولون: مستحيل إذن دعونا نجرب معاً فربما تكتشف أن القراءة متعة فاتتك لسنوات لكن لا تقلق هناك فرصة لتلحق بركب حب القراءة .
تغيير نظرتك للقراءة
سنقدم لك بعض النصائح التي تعينك على تغيير نظرتك للقراءة إلى الأفضل:
ابدأ بكتب تتناول المواضيع التي تحبها
معظم الناس لا يحبون القراءة لأنهم أُجبروا في طفولتهم على قراءة نوع معين من الكتب وهو الكتب المدرسية، وللأمانة عذرهم صحيح لسببين: الأول أن الكتب المدرسية رتيبة، والثاني هو أنك لا يمكن أن تجبر شخصاً على أن يحب نوعاً معيناً من الكتب.
لكن هذه المرحلة قد ولت وأصبح بإمكانك الآن أن تختار نوع الكتاب الذي يروق لك. قد تكون مهتماً بالكتب الدينية أو العلمية أو بكتب التنمية البشرية التي أصبحت أكثر انتشاراً مؤخراً، وبعض الناس يفضل الروايات فبعض الروايات –خاصة العالمية منها- تحمل حبكة مشوقة وعبرة عظيمة. المهم أنه أياً كان نوع الكتاب الذي تستهويك فلاتتردد في قراءته. اختر كتاباً وتوجه إلى منزلك لتنعم بقراءته.
خصص ركناً مريحاً للقراءة
من أكثر ما يزعج القارئ هو أن يقطع عليه شخص ما حبل أفكاره، لذلك ننصحك بتجهيز ركن مريح بعيداً عن الضوضاء وافر الإضاءة يقدم الراحة الملائمة لظهرك، هذا الركن قد يكون أي مكان تفضله في المنزل مثلاً مقعد هزاز بجوار المدفئة، أو غرفة مغلقة، أو ممكن سريرك إذا كنت تفضل القراءة قبل النوم.
اشترك مع مجموعات تشاركك هذه الهواية
من أكثر الأمور التي تحببك في القراءة أن تجد من يشاطرك هذه الهواية، أينما كان محل إقامتك ستجد في الغالب نادياً للكتاب يجتمع فيه عشاق القراءة للحوار والنقاش وتبادل الأفكار. هذا يعني أنك ستكوّن صداقات جديدة ومتعددة في وقت قصير،
حتى لو لم يكن هناك نادي قراءة قريب منك فأصبح الإنترنت (Internet) في يومنا هذا يقدم لك هذه الخدمة، فهناك العديد من نوادي القراءة على الشبكة العنكبوتية تقدم أنشطة مختلفة وجذابة، مثل إجراء نقاشات أسبوعية لكتب يتفق الأعضاء على قراءتها وغير ذلك. المهم أنه مهما كانت ميولك بالنسبة للقراءة ستجد حتماً من يشاطرك إياها.
تعلم القراءة السريعة
بعض الناس يقدم الحِجج لعدم حبه للقراءة، فمنهم من يقول أنه لا يملك وقتاً لذلك، وإذا طلبنا منه أن يفرغ من وقته ربع ساعة يومياً فقط للقراءة سيرد قائلاً: وماذا سأستفيد إذا قرأت خمس صفحات من كتاب يومياً لن أصل لآخره إلا وقد نسيت أوله؟ من قال إنك مضطر للتمعن إلى هذا الحد في كل صفحة؟
بعض المواقع الإلكترونية تقدم الآن مجاناً خدمة التدريب على مهارة القراءة السريعة، وهذا التدريب يدربك على زيادة عدد الكلمات التي تقرأها في الدقيقة الواحدة مع التركيز التام، هذا بالإضافة إلى أن القراءة كأي شيء آخر كلما زادت سرعتك فيها كلما ازدادت ممارستك لها.
احتفظ بملخص صغير لكتاب استمتعت بقراءته
إذا طلبت منك الآن أن تغلق عينيك وتذكر لي اسم كتاب واحد قرأته في حياتك واستمتعت به هل تستطيع؟ إن هذه الذكريات هى ملخص صغير خزّنه عقلك من هذا الكتاب لأنه استمتع بقراءته. ما رأيك لو جعلت هذا الملخص مكتوباً؟ يمكنك أيضا تدوين تاريخ انتهائك من قراءة الكتاب أسفل التلخيص، فهذا يحفزك لقراءة كتاب آخر وإعادة نفس الكرّة.
وما أجمل أن تخصص دفتراً صغيراً تدون فيه أي شيء تشعر أنك قد استفدت منه فعلاً من أحد الكتب كمقولة أعجبتك وشعرت أنها تلخص كلاماً كثيراً، أو نصيحة تنوي تطبيقها وتشعر أنها ستغير شيئاً حقيقياً في حياتك.
قم بزيارة معرض الكتاب السنوي
يقام سنوياً في كل دولة تقريباً معرض للكتاب، مميزات هذا المعرض كثيرة أهمها الإعلان عن زمانه ومكانه بالتحديد وبالتالي من السهل الاهتداء إليه، ومن مميزاته أيضاً توفير أحدث إصدارات الكتب لديه وأشهرها رواجاً ومبيعاً، أيضا معرض الكتاب عادة يحتوي على أجنحة متعددة تلبي رغبة وذوق القراء على اختلاف ميولهم. هناك بعض الكتّاب يحرصون على حضور المعرض بأنفسهم خصوصاً إذا رافق ذلك صدور كتب جديدة لهم، وهذا يمنحك فرصة التعرف على أشهر الكتّاب ورؤيتهم عن قرب، وعادة تكون أسعار الكتب في المعارض مناسبة لميزانية معظم الأشخاص فلا تنس أنه سنوي فابدأ في تخصيص جزء من مدخراتك له من الآن.
كانت هذه –عزيزي القارئ- أبرز النقاط التي تعينك على حب القراءة، فالإنسان المثقف –طبقاً لكلام الخبراء- يقرأ كتابين شهرياً واحداً في مجال تخصصه، والآخر في أي مجال عام، ولابد أنك تعلم أنه في عالمنا اليوم لم يعد هناك مكان لجاهل أو قليل المعرفة فسارع بأخذ مكانك بين صفوف المثقفين ولا تتأخر.