كيف تجعل رأيك مسموعاً
كثير منا يريد النجاح والتفوق في عمله ولكنه يصاب بحالة من الإحباط في كل مرة يحاول أن يعرض أفكاره و عندها يعتقد أنه بلا قيمة وأنه لا يمكن أن يضيف أي نوع من أنواع الإبتكار، ويعتقد ذلك لعرضه آرائه عدة مرات و يُقابل بنفور أو عدم تجاوب من الطرف الأخر سواء أن كان زميل أو مدير أو رئيس في العمل. الذي لا تعرفه هو أن إختيار الطريقة والأسلوب المناسبين هما من أهم العوامل التي تجعل صوتك مسموع.
كيف يكون كلامك محل اهتمام الآخرين
في البداية يجب أن تعرف أن هناك بعض الفنون التي يجب أن تتوافر فيك حيث تصبح محل اهتمام الآخرين حينما تتحدث معهم.
فن الاستماع
هو من أهم الفنون التى تجعل منك محاوراً جيداً. يجب أن تعلم أن القدرة على التحدث بشكل منظم لا تأتى إلا عندما تنصت بشكل جيد.مما يعطيك القدرة على التحليل و الإستيعاب و تدوين النقاط الهامة.
إجاده فن التوقع
أيضاً من أهم العوامل التي تساعدك في توضيح رؤيتك هو فن التوقع. يجب عليك أن تعرف وتتوقع تصرفات الطرف الأخر، فعندما تعرض مشروع مثلاً يجب أن تتوقع أن الشخص المستقبل سوف يسأل عن تفاصيل خاصة بالمشروع، فعليك أن تستعد وتضع في اعتبارك إجابات لتلك الأسئلة التي ستدور في ذهنه حتى لا يشعر أنك لا تفهمه أو أنكم غير متواصلين. وعليك جمع كل المعلومات اللازمة حول مشروعك أو فكرتك أو رأيك أو إتجاهاتك حتى تقدر على عرضها بشكل سهل إستيعابه.
خد وقتك في التفكير قبل أن تتحدث
إذا دار في ذهنك بعض الأفكار مثل المشروع القائم الآن ليس علينا فعله أو المشروع به الكثير من المشكلات و العراقيل أو هناك مشروعات أهم علينا تنفيذها الآن أو سوف أعرض على المسئول هذه المشكلات ليقتنع فكل تلك أفكار تتطلب منك وقتاً كافياً حتى تصل إلى تفكير منطقي ويتثنى لك عرض أرائك و أفكارك و تجعل المستقبل يستمع إليك باهتمام.
إختر الوقت والمكان المناسب
هذان العنصران من العناصر الهامة التي تحدد لماذا يتجاهلك الآخرين. فربما لعدم إختيارك الوقت أو المكان المناسب لمناقشة نقطة خاصة بالعمل. سوء إختيار التوقيت والمكان المناسب قد يؤدى إلى إزعاج مديرك أو تجاهله لك. إن لم تكن متأكد إن كان الوقت والمكان مناسب فممكن تسأل الشخص بلطف قبل أن تبدأ في الحديث معه.
العوامل المؤثرة في الحديث
هناك بعض العوامل الهامه أيضاً التي يجب أن تضعها في حسبانك في حالة حوارك مع أي طرف آخر وهذه العوامل تعتبر عوامل مؤثرة في الحديث مما يجعل الشخص ينصت لك.
لغة الجسم أو (Body Language)
هي أسلوب لتوصيل فكره أو اتجاه دون تحريك اللسان قد يكون دون علم صاحبها أيضاً قد لا يستطيع أن يمسك جسده عن النطق بما يدور في داخله. وقد أكد العلماء أن أكثر وسيلة يستخدمها الإنسان لتوصيل معنى هي لغة الجسد (نعم أكثر من الكلام ونبرة الصوت). عليك ملاحظة جسدك وحركات يديك.
وأيضاً تلاحظ حركات المستمع فمثلاً إذا وضع الشخص رجل فوق الأخرى وحركها بإستمرار فهذا يدل على شعوره بالملل وغيرها الكثير من العلامات التي يجب عليك ملاحظتها قد تعكس الإشارات والعلامات (حب - اهتمام - إنصات) الطرف الأخر لك.
التحدث بهدوء
عندما تتحدث إلى شخص أو إلى مجموعة يجب عليك أن تحافظ على الهدوء في حديثك فلا يكون التحدث بسرعة فلا يفهمك أحد ولا ببطء فيشعر الناس بالملل. و أيضاً يكون الحديث بنبرة واثقة و واضحة مما يجعل المستمع يريد أن يستمع إلى كلامك.
نبرة صوتك
عليك المحافظة على نبرة صوت واضحة و غير متعجلة و الراحة في التنفس أثناء الكلام و عدم التردد ولا يكون بصوت عالي جداً ولا منخفض (خير الأمور أوسطها). كلها عوامل تجعل المخاطب في حالة عالية من الإدراك والفهم والإنصات.
الأناقة فى ملابسك
من العوامل الهامة التي يهملها كثير من الناس معتقدين إنها لا تؤثر على المتلقي بطريقة أو بأخرى ولكن الحقيقة أن طريقة ملبسك ومظهرك و إختيارك للألوان المتناسقة يفرضوا على المستمع الإنصات لك. و لكن عليك أن تعرف أن هذا عامل مكمل فلا يمكنك الإعتماد عليه وحده ولكن يجب تدعيمه بالمنطقية في عرض الأفكار والتسلسلية في الحديث.
التواصل بالعينين
كن حذراً لأن للعين دور فعال في إظهار ما تخفيه أنت. العين لها أسرار وجاذبية في توصيل المعلومات و الأفكار. و أيضاً من الأمور الهامة التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار المحافظة على نظرة واضحة و واثقة غير محدقة. و إذا كان الكلام لجماعة من الناس فيجب عليك أن توزع نظراتك بينهم جميعا كما لو كنت تتكلم مع كل فرد على حدى.
نصائح هامة عند حديثك مع الآخرين
- إذا كنت في مجموعة فعليك أن تنتظر حتى ينتهي المتحدث من كلامه وبعدها تعرض وجهة نظرك.
- لا تتكلم بأي ألفاظ نابية أو قبيحة خلال أي إجتماع في العمل مع زملائك و رؤسائك. قد يؤثر في تلقي آرائك لاحقاً.
- إذا قاطعك أحد وأنت تتحدث فعليك أن تنظر له بهدوء و تقول له "أنا لم أنتهى فبرجاء الإنتظار حتى أعرض وجهة نظري كاملة".
- إذا كان لديك رأي قوي حول مشروع أو قضية معينة فاسمع أراء الآخرين أولاً لعل أحدهم يوضح لك شيء لم يكن في حساباتك و تعيد ترتيب أوراقك و تعطى رأي أفضل.
في النهاية يجب عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38% بنبرة الصوت و 55% بلغة الجسد وذلك أثبته (عالم النفس الأمريكي ألبرت ميهرابين) في دراسة قد قام بها.
أي إن الحوار لا يعتمد بصفة أساسية على الكلمات و إنما يعتمد على عدة عوامل أخرى فإذا أردت أن تسلك طريق النجاح و أن يكون صوتك مسموعا فإتبع تلك النصائح المذكورة أعلاه (بالممارسة) وسوف تساعدك على التحدث مع الآخرين بشكل أفضل سواء أن كان مع رئيسك أو مع عملائك أو بصفه عامه في حياتك اليومية.